يحق لأهل عُمان ، بل والعالم الإسلامي أن يفخروا بالعالم الجليل "الخليل بن أحمد الفراهيدي"
إن كل صاحب فضل في منجزات الحضارة الحديثة وبخاصة الأوروبية يذكره الناس بالخير ويقرنون اسمه بما قدمه مثل التليفون والمصباح الكهربائي .. إلخ
وإذا قلنا كم من البشر يستعصي عليهم فهم القراءة باللغة العربية ، والقرآن الكريم من بينها ، بدون الضبط بالشكل (الفتحة والضمة والكسرة والسكون) ، لأدركنا فضل هذا العالم الجليل .
وإذا رجعنا إلى ما قبله قليلاً ، لوجدنا أن الكتابة العربية ، ورسم المصحف كانا بدون نقط أو ضبط بالشكل ، وأن "أبا الأسود الدؤلي" وهو من التابعين ، هو أول من وضع نقط الشكل (أي الإعراب) على حروف العربية ، فجعل للفتحة نقطه فوق الحرف ، وللضمه نقطة إلى جانب الحرف وللكسرة نقطه أسفل الحرف . وجعل للمنون في كل ذلك نقطتين متجاورتين ، وكل ذلك بمداد يخالف مداد المصحف . ثم جاء من بعده نصر بن عاصم الليثي فوضع "نقط الإعجام" بلون مداد المصحف ، ليميز الحروف المتماثلة رسما من بعضها مثل : ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، وذلك صيانة للقرآن من الخطأ الذي تفشى على السنة الكثيرين من الداخلين في الإسلام .
وبمرور الوقت حدث لبس عند الكثير من الداخلين في الإسلام ، فلم يفرقوا بين "نقط الشكل " و " نقط الإعجام" أحيانا بدون معلم للقرآن الكريم
وفي العصر العباسي ظهر "الخليل بن أحمد" . فأخذ نقط أبي الأسود ، وطور فيه إذ جعل الضمة واوا صغيرة تكتب فوق الحرف ، والفتحة ألفا صغيرة مبطوحة فوق الحرف ، والكسرة ياء صغيرة تكتب تحت الحرف.
وقد وضع الخليل هذه العلامات بناء على الناحية الصوتية ، فذكر ـ رحمه الله ـ أن الضمة نطقاًَ نصف الواو ، وأن الفتحة نطقا نصف الألف ، وان الكسرة نطقا نصف الياء ، فجعلهن كذلك في الرسم . وما زالت إلى الآن في المصحف الشريف ، وفي كافة النصوص المضبوطة بالشكل سواء عند العرب ، أو غيرهم ممن يريدون فهمها.
كما وضع الخليل ـ أيضاً ـ علامات في المصحف غير ما سبق ، مازالت باقية ولم يزد عليها من بعده إلا قليلا ، وهي (أي علامات الخليل) : علامة للشدة رأس الشين المهملة ، إشارة إلى كلمة (شدة) ، وللسكون علامة رأس الخاء المهملة ، إشارة إلى كلمة (خفيف) ، وعلامة للمد وعلامة للروم والإشمام .
وقد كان لهذا العمل الجليل أحسن الأثر وأجله في حفظ كتاب الله تعالي وحقا إذ يقول الله تعالي "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وللخليل أيضا فضل عظيم في مجال الشعر ، إذ هو أول رائد لعلمي العروض والقافية ، في الشعر العمودي . ولم يبهت الاهتمام بهذين العلمين ، ونظم الشعر العمودي إلا بعد أن نضبت القرائح العربية ، وعجز فريق آخر ، فهجروه وذهبوا ليقولوا شعر التفعيلة ، وبتأثير من أعداء الإسلام والعربية ليفصلوا المسلمين المعاصرين عن ماضيهم العريق ، والذي دون كثير منه في الشعر العمودي .
Sorry, no java browser
 
مقال عن الخليل بن أحمد الفراهيدي
عطاء غير مجذوذ وأجر غير ممنون
بقلم الأستاذ/
عزت إبراهيم دسوقي إبراهيم
 
 
 
 
This page created with Cool Page.  Click to get your own FREE copy of Cool Page!